Al chourouk a écrit:الاعلاميون المصريون بصوت واحد : الكل مع مصر وتونس من أجل نهائي عربي ـ عربي
طوفان هائل من الحب.. حفلت به الصحف والمجلات المصرية الصادرة صباح الخميس.. طوفان من المشاعر النبيلة يجسم ما قلناه في عدد الاربعاء عن الاخوة التونسية ـ المصرية.. عن ترابط المصير.. في كلمة عن العروبة في أبهى معانيها.
كلمات الزملاء المصريين الأعزاء التي غمرت صفحات «الأهرام» و»روز اليوسف» و»المساء» والأخبار وغيرها من الصحف عكست العلاقة الرائعة التي تربط الشعبين التونسي والمصري.. وأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن أعلام مصر وتونس التي رفعت في نفس اللحظة بأيدي تونسية ومصرية في «ستاد» حرس الحدود بالاسكندرية هي في نهاية «المطاف» واستنادا لما قلناه راية واحدة.. أي «راية العرب» في هذه الدورة الافريقية بعد أن خرج المنتخبان الليبي والمغربي من السباق واقتطع المنتخب المصري رفقة شقيقه التونسي ورقتا العبور الى ربع النهائي. وحتى لا يكون كلامنا مجرّدا دعونا نقول أن قلوبنا كتونسيين لا يمكن أن تكون مساء اليوم الا مع المنتخب المصري في مواجهته مع منتخب الكونغو الديمقراطية.
قلوبنا مع «ثعلب» الشباك أبو تريكة.. مع الكابتن أحمد حسن.. ومع العملاق المتألق عصام الحضري الذي نزل منذ أشهر قليلة رفقة زملائه في الأهلي ضيفا على مدينة سوسة ولاحظ كيف استقبلهم التونسيون بكامل المحبّة والتقدير ولم يخفوا اعجابهم بما قدمته «القلعة الحمراء» في الملعب الأولمبي بهذه المدينة الساحلية.
لن نطيل الحديث عما يجمع تونس ومصر من وشائج فالحديث يفقد معانيه اذا كان فيه افراط في الاشارة الى أمور نراها عادية جدّا.. وبديهية.. أو لنقل تلقائية ولا تحتاج وساطات أو قفازات.. فنحن مع مصر ومصر مع تونس ولا بد من أن يعمل المصريون على تشجيع منتخبنا وأن نعمل نحن على تشجيع المنتخب المصري لأن لا علاقة تربطنا بدروغبا ولا بصامويل ايتو أو بالحاجي ضويف سوى رباط الانتماء الى القارة الافريقية أما الروابط التي تجمعنا بالمصريين فأكبر وأنبل وأعمق من ذلك بكثير...
وحتى لا يكون كلامنا مجرّدا وغارقا في التعميم فإننا لا نجد أفضل مما نشر أمس في الصحف المصرية لتقديم فكرة واضحة لا تحتمل أي لبس حول العلاقة بين التونسيين والمصريين. ودعونا نبدأ بمقال الزميل سامي عبد الفتاح في جريدة «المساء» الذي كتب في عدد الخميس مقالا من أهم ما جاء فيه:
«إذا كان ستاد حرس الحدود قد شهد يوم مباراة تونس وغينيا ما يعكر الصفو الجميل لهذه البطولة الرائعة في تنظيمها وأجوائها ومنافساتها فإن هذه الواقعة تخرج عن الاطار الصحيح للعلاقات الطيبة جدا بين الجماهير المصرية والتونسية في كل اللقاءات الرياضية.. فمنتخب مصر لكرة اليد كان يلعب المباراة النهائية لبطولة الأمم الافريقية بتونس، ورغم كثافة الجماهير التونسية الا أن منتخب مصر لم يشعر بالغربة ولو لدقيقة واحدة في كل مبارياته. ولا حتى في المباراة النهائية. والنادي الأهلي لعب نهائي بطولة افريقيا للأندية مع النجم الساحلي التونسي. وكانت الجماهير المصرية في تونس في أمان تام، وكذلك الجماهير التونسية التي جاءت وراء النجم الى القاهرة.
وأسعدني أن تتحرك جمعية الصداقة المصرية التونسية برئاسة اللواء منير ثابت بسرعة لاحتواء ما حدث في الملعب نتيجة شائعات اعلامية غير دقيقة وحماس زائد لا مبرر له. فقررت الجمعية والجالية التونسية بمصر أن تتواجد بأعلامها غدا في ستاد القاهرة لتؤكد حبها وتقديرها لمنتخب مصر وتمنياتها له بالتوفيق في البطولة.. وأتوقع من جانب آخر أن تكون جماهير مصر في بورسعيد خيرمعبر عن هذه العلاقات القديمة الطيبة بين الشعبين وهو الشيء الذي أعرفه جيدا وعن قريب وذلك خلال مباراة تونس مع نيجيريا غدا في دور الثمانية باستاد بورسعيد فتكون هذه الجماهير المصرية خير سند لمنتخب تونس.
ولقد تلقيت مقالا جميلا رائعا من الزميل الكاتب الصحفي التونسي ياسين بن سعد يؤكد فيه أن كل الجماهير التونسية في تونس تتابع الآداء الجميل لمنتخب مصر في البطولة الافريقية. بل ويتساءل مستنكرا كيف يمكن أن يتصور أي انسان عربي أن المواطن التونسي لا يطرب للأداء الجميل للنجم أبو تريكة أو بركات أو لهدف جميل من النجم العربي ميدو والعميد حسام حسن.. لأن القواسم العربية تجمع بين الشعبين المصري والتونسي.. وان كانت هناك أصوات أخرى في غير هذا الشعور العام. فهي نشاز. لا يمكن أن تؤخد على سبيل التعميم ـ كما يريدالبعض ـ وأنا شخصيا مع كل كلمة الزميل التونسي ياسين بن سعد.
ومن جهتها نشرت «روز اليوسف» تقريرا رياضيا عكس أمنيات المنتخبين التونسي والمصري في الترشح الى المباراة النهائية وأن تكون هذه المباراة عربية ـ عربية، ومن هذا المقال نقتطف التالي:
«تعلق جماهير كرة القدم العربية آمالا عريضة على منتخبي مصر وتونس في بطولة كأس الأمم الافريقية الخامسة والعشرين والتي تستضيفها مصر حتى العاشر من فيفري.
وخرج منتخبا المغرب وليبيا مبكرا من الدور الأول في البطولة مما أضفى حزنا على الجماهير العربية التي كانت ترى في المنتخب المغربي بصفة خاصة القدرة على استكمال طريقه في البطولة.
وقال شوقي غريب المدرب العام لمنتخب مصر أن منتخبي مصر وتونس قادران على الوصول معا الى المباراة النهائية وقادران أيضا على اسعاد جماهير الكرة العربية وأضاف غريب لـ»رويترز» يوم الثلاثاء قدمت تونس أداء راقيا في مباراتيها أمام جنوب إفريقيا وزمبيا وفازت بعدد وافر من الأهداف وهزيمتها من غينيا لا تقلّل فرصها بأي حال من الأحوال في الوصول الى نهائي البطولة.
وتابع غريب ربما كانت هزيمة تونس عاملا مهمّا حتى لا يلتقي الفريقان العربيان معا في الدور قبل النهائي وقال راضي الجعايدي مدافع المنتخب التونسي: «الهزيمة من غينيا كانت جرس انذار مبكر لنا سيفيدنا كثيرا في المرحلة القادمة» وأضاف «نملك طموحات الوصول للنهائي والحفاظ على اللقب الذي نحمله منذ البطولة الماضية في تونس وأشار الى أنه شاهد أداء المنتخب المصري ويعتقد أن مصر قادرة على التأهل للمباراة النهائية»، وأعرب هيكل قمامدية مهاجم تونس عن أمله في أن يكون نهائي بطولة 2006 نهائيا عربيا خالصا مثلما كان نهائي 2004 عربيا بين المغرب وتونس.
وعلى غرار «روز اليوسف» كان مقال «الكابتن» حسن المستكاوي في «الأهرام» في زاويته التي تحمل عنوان «ولنا ملاحظة» فائضا بعبارات المحبة والعقلانية والتأكيد على أهمية تبادل التشجيع بين الجماهير المصرية والتونسية وقد ورد فيه التالي: «تلقيت هذه الرسالة المهمة من القارئ محمد عثمان خليفة: «إلى متى سنظل نتعامل بعقلية الأطفال.. في عام 2004 كان الجمهور التونسي يشجع المنتخب المصري بقوة وجمهور الاسكندرية ردّ الجميل وشجع منتخب تونس بحماس في مباراتيه أمام زمبيا وجنوب إفريقيا. وهو ما فعله الجمهور المصري مع المغرب وليبيا، فهذا هو الوضع الطبيعي، فهل من المعقول أن نستند على سلوك فرد أو مشجع واحد يجلس في مقهى بتونس؟ ثم ماذا جنينا من تلك القصة؟!
الرسالة طويلة.. لكنني أضيف أني على ثقة بأن جمهور بورسعيد بحسّه القومي والوطني سوف يساند منتخب تونس في مباراته مع نيجيريا، وأن مجموعة كبيرة من مشجعي تونس ستتوجه الى استاد القاهرة لمؤازرة منتخب مصر أمام الكونغو.. عربونا وتعبيرا عن محبة الشعب التونسي لكل ما هو مصري، وتجسيدا لوحدة اللغة والدين والجغرافيا والتاريخ.. وأتصور أن العقلاء يدركون معاني تلك الكلمات.. فتصرف فردي لا يعبر عن الجمهورالتونسي أبدا.. مرحبا بالأشقاء في بلدهم».
هذه إذن مقتطفات جميلة مما كتب في صحف الخميس نضيف إليها ما حرّره الزميل المحترم عبد اللّه كمال في زاويته المعنونة بـ»... ولكن» والتي قدمت صورة مختصرة عن تحضّر التونسيين حيث كتب يقول: «الثروة الحقيقية في تونس هي في التونسي نفسه.. وفي الطريقة التي يدير بها حياته.. ففي السابعة والنصف ينبغي أن يكون في مكتبه.. سواء كان حكوميا أو خاصا.. والمواعيد عموما مضبوطة بالثانية.. والمظهر العام لكل فرد منظم ومهندم حتى لو كان فقيرا.. الذقون حليقة.. والثياب مرتبة.. وكل مواطن يسير حرا في الشارع ليست له علاقة بالسلوك الاجتماعي لأي مواطن آخر.. وتحديدا النساء.. أعرف أن مثل هذا الكلام قد لا يلقى استساغة.. خاصة بين مشجعي الكرة الذين تلتهب مشاعرهم في المدرجات.. بمناسبة بطولة الأمم الافريقية.. ولكن من الضروري أن نفرق بين ثقافة الشعوب وثقافة جماهير الكرة.. فموضوع الكرة في تونس له حسابات مختلفة تماما.. ومعان من الضروري أن نغوص فيها».
بهذا ننهي متابعتنا لما كتب في وسائل الاعلام المصرية ونعتقد أن العبارات التي وردت تبرهن وزيادة على روعة العلاقة بين جماهير منتخبي تونس ومصر وبين التونسيين والمصريين بوجه عام.