par tristan » Mar 11 Oct 2005, 11:05
[size=150]وانتهت موقعة رادس الرمضانية
و انتهت معها أحلام المغاربة في
التأهيل الى المونديال الزاكي ورطنا في فخ الإقصاء بسابق انذار ومحاسبته بداية الإصلاح
الصراعات …. الإبعاد…. المشاحنات عوامل كانت حاضرة في رادس
التونسيون احتفلوا بالتأهيل على
طريقتهم الخاصة لم تكن مهمة الفريق الوطني المغربي سهلة، وهو يواجه نظيره التونسي في مباراة الحسم برادس، اذ أن المباراة
التي جمعت الفريقين كانت فاصلة في امر المؤهل الى نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006 الذي كان من نصيب التونسيين الذين احتفلوا بفرحة التأهيل بمجرد إعلان الحكم المصري عصام عبد الفتاح عن نهاية اللقاء إقصاء الفريق الوطني المغربي خلف حزنا عميقا لدى كل المغاربة الذين حضروا المباراة بملعب رادس،
بحيث سادت أجواء من الحزن والبكاء لدى المغاربة الذين لم يصدقوا ماحدث، وهم الذين كان لزاما عليهم الفوز
على نسور قرطاج فوقأرضية ملعبهم وامام جماهيرهم التي ساندتهم بكل وسائل الدعم والتشجيع طيلة فترات المواجهة
التي كانت تزداد حرارتها بتوالي الدقائق، واذا كان تأهيل التونسيين يبقى منطقيا بحكم النتائج التي حصدوها
في التصفيات رغم ما شاب بعضها من تلاعبات كما حدث في مبارتي كينيا بتونس ونيروبي ، فإن إقصاء أسود الأطلس
يطرح اكثر من علامة استفهام في ظل ما تردد من قبل حول إمكانية التأهيل بنسبة كبيرة، بل اكثرمن ذلك أن الزاكي
كان على يقين بالفوز في قلب تونس، وهوما لم يتحقق على ارضية الواقع والميدان، ليغتال بذلك الزاكي احلام المغاربة جميعا في التأهيل للمونديال لخامس مرة بعد سنوات 98/94/86/70 إن إقصاء النخبة المغربية لم يكن وليد الصدفة، او ضربة حظ، بل هي نتاج مخاض عسير عاشته المجموعة الوطنية
منذ مدة، انطلاقا من الصراعات بين الزاكي والنيبت الذي اعتزل مكرها اللعب دوليا مبكرا، و قبله شيبو، بسبب هذه
الصراعات التي تفاقمت، وكادت أن تتطور بشكل سريع، ولم تجن النخبة الوطنية من ورائها سوى تراجع مستواها التقني ومردودها العام، ومعها بالطبع النتائج التي تراجع مؤشرها بشكل سلبي حتى فقدنا الصدارة ، ثم هناك قضية ابعاد
المدرب المساعد عبد الغني الناصيري الذي ترك رحيله فراغا تقنيا مهولا ثم هناك المشاحنات بين الزاكي
والصحافة المغربية التي اتهمها الزاكي بشتى الإتهامات هذه العوامل وغيرها كانت حاضرة في مباراة رادس التي لم تتمكن خلالها عناصرنا الوطنية من فرض سيطرتها
و إيقاعا على التونسيين الذين تعاملوا مع مجريات المباراة بجدية أكبر قادتهم الى التأهيل رغم أن الأسود كانوا سباقين للإحراز في مناسبتين لقد راهن اسود الأطلس على الفوز كحل وحيد للتأهيل، وتمردوا على كل الواجهات بحثا عن النقاط الثلاث كاملة ،لكنهم عجزوا في نهاية المطاف على ترجمة حلم جميع المغاربة الى واقع يعيد الثقة والبسمة الى قلوب المغاربة،
ومهما يكن فإن الإقصاء كانت له اسبابه ومسبباته،وهو بالتالي اقصاء رمى بكل ثقله على الكرة المغربية التي ستجد نفسها مجبرة على الإنطلاق من جديد لاسترجاع الثقة و تأكيد الذات فيما تبقى من الرهانات التي تنتظرنا، في مقدمتها نهائيات كأس إفريقيا للأمم مصر 2006 في تونس، وحتى قبل أن تجرى المباراة، فإن التونسيين كانوا على يقين بأنهم سيكسبون الرهان، ومن خلاله تأكيد التفوق
التونسي، على اعتبار أن تونس فازت علينا في نهاية أمم افريقيا تونس 2004، وتعادلت بالرباط في مواجهة الذهاب للتصفيات، على نقيض ذلك كان المغاربة الحاضرين في رادس، تنقسم آراؤهم وتخميناتهم بين السلب والإيجاب،
بين التفاؤل والتشاؤم ، لكن كان هناك اجماع بين المغاربة على أن الزاكي كانت له اليد الاولى في الإقصاء، لأنه ¬ حسب رأي هؤلاء¬ لم يتعامل مع الأمور بواقعية وعقلانية وشمولية انتهت اذن موقعة رادس الرمضانية، وانتهت معها احلامنا جميعا في بلوغ مونديال ألمانيا 2006 الذي كنا على بعد
خطوة منه، اضعناها في آخر المشوار، بفعل أخطاء قاتلة، وحسابات لم نكن لندخل دائرتها، لو لم نضيع نقاط سهلة كانت في المتناول، و الأكيد أن هذا الإقصاء سيكون بمثابة الصدمة التي لن يصدقها المغاربة بالمرة وهم الذين راهنوا على حضور مونديال ألمانيا 2006
إذن انتهت رحلة الفريق الوطني المغربي في مشوار التصفيات وخرج خاوي الوفاض، لكن السؤال المطروح هو هل ستتم محاسبة ومحاكمة كل من تورط في اقصائنا واغتيال أحلامنا جميعا في التأهيل؟
- تونس مبعوث النخبة -
عمر أبو لعلاع-
ع-
شجاع
الحيطة والحذر سمة الدقائق الأولى
في جو حماسي منقطع النظير، و أمام جمهور غفير ملأ كل جنبات ملعب " رادس" أعطى حكم الساحة المصري عصام عبد الفتاح اشارة انطلاقة المباراة الفاصلة بين الفريق الوطني التونسي ونظيره
المغربي لتحديد البلد الذي سيتأهل لنهائيات كأس العالم بألمانيا صيف السنة المقبلة ضربة البداية كانت لفائدة التونسيين حيث تبين من الوهلة الأولى أن التونسيين حاولوا السيطرة علي وسط الميدان ،
وبالتالي اخضاع اسود الاطلس للتراجع الى الوراء، و القصد من هذا التكتيك هو تكثيف الحملات الهجومية على
مرمى الحارس لمياغري طمعا في توقيع هدف السبق لارباك العناصرالمغربية، هذه الأخيرة تنبهت لمصيدة
التونسيين المطروحة على ارضية الملعب فنهجت خطة الحراسة اللصيقة للحد من خطورة أصحاب الأرض
والجمهور ، و الإكتفاء بالمرتدات السريعة للوصول الى شباك الحارس بومنيجيل ولم لا قلب الموازين لصالحها
التحول المفاجئ الذي كذب التكهنات أول تهديد حقيقي خلال هذه الجولة كان بواسطة اللاعب بدر القادوري الذي مرر كرة جميلة نحو مروان الشماخ الذي
وبطريقة اللاعبين الكبار أودعها داخل الشباك معلنا عن تقدم المغرب وكان ذلك في الدقيقة الثالثة رد المنتخب التونسي جاء سريعا من خلال مرتد خاطف للاعب بنعاشور تصيد علي اثره ركلة خطأ مباشرة تلقى فيه
يوسف السفري اول انذار في اللقاء نفذه اللاعب الشاذلي لترتطم الكرة بالمدافع القرقوري وتحول اتجاهها نحو الركنية التي لم تسفر عن أي شيء وتواصل اللعب بتبادل الحملات الهجومية عبر تمريرات بينية الى أن حصل صقور قرطاج على خطأ مباشر على مشارف معترك العمليات أرسل من خلاله اللاعب الجزيري الكرة نحو رأس دوس سانطوس الذي حولها نحوالشباك و لمياغري يتصدى لها بنجاح اللاعب الجزيري كان نشيطا في جهة اليمين وعلي اثر انسلال سريع يمرر الكرة نحو اللاعب دوس سانطوس
وعبد السلام وادو يبعد الكرة نحو التماس هدف الشماخ المبكر اربك التونسيين الى حدود الدقيقة 16 التي انسل فيها المدافع حاتم الطرابلسي من جهة اليمين
يتوغل داخل معترك العمليات يمرر نحو البوعزيزي والحكم يعلن عن ركلة جزاء مشكوك في مشروعيتها لاقت
احتجاجات لاعبي الفريق الوطني المغربي، انبري لها المدافع كلايطون وسدد الكرة بنجاح في الركن الأيمن للحارس
لمياغري معلنا عن هدف التعادل الذي منح الامتياز من جديد للتونسيين
لتتولى فصول الاثارة و التشويق بين منتخبي البلدين الشقيقين حيث ارتفع حماس الجمهورالذي والى تشجيعاته محفزا
لاعبيه على ايقاف زحف العناصر المغربية التي واصلت هجوما تها بثقة في النفس رغم المناوشات الخطرة للثلاثي
البوعزيزي الجزيري ودوس سانطوس
و على اثر مرتد سريع بين حجي والبوخاري ، هذا الاخير يتصيد ضربة خطأ مباشرة بعد انذار اللاعب النموشي نفذها
البوخاري والكرة تمر بجانب مرمى الحارس بومنيجيل
وفي الدقيقة 30 الطرابلسي مرة اخرى ينسل من جهة اليمين يمرر نحو دوس سانطوس الذي سدد مباشرة نحو
المرمى لكن الحارس لمياغري يحول اتجاه الكرة للركنية الربع ساعة الاخيرة من هذا الشوط عرفت تحركات متنوعة للاعبين التونسيين ومن كل اماكن الملعب خصوص
بواسطة عادل الشاذلي والنموشي، لكن يقظة الدفاع المغربي حالت دون وصول الكرة الى الشباك ومن هجمة خاطفة كاد الفريق الوطني المغربي ان يوقع الهدف الثاني بعد تمريرة من وليد الركراكي نحو يوسف حجي، لكن الضربة
الرأسية لهذا الاخير ترتطم من خلالها الكرة بظهر المدافع الجعايدي الذي انقذ مرماه من هدف محقق الحكم المصري عصام عبد الفتاح كان في بعض الاحايين قاسيا في قراراته تجاه لاعبي الفريق الوطني المغربي،
ورغم ذلك بذلوا جهدا للرفع من حصة التسجيل ، و قد كان بامكانهم ذلك لولا أن يوسف حجي تباطئ في تسديد الكرة
نحو شباك بومنيجيل على بعد أربعة امتار
وعلى بعد ثلاث دقائق من نهاية هذه الجولة يتصيد المغرب ركنية انتهت من خلالها الكرة بين قدمي القادوري الذي مرر مرة اخرى نحو معترك العمليات وامام اختلاط اللاعبين ، الشماخ يستغل الفرصة ويرسل الكرة بمقدمة قدمه
داخل الشباك موقعا الهدف الثاني الذي نزل كقطعة ثلج باردة على الجمهور الحاضر التونسيون حاولوا الرجوع في المباراة فيما تبقى من وقت لكن صمود الاسود وبرودة اعصابهم نرفزت التونسيين
ليتلقي اللاعب بنعاشور انذارا بعد تدخل خشن في حق اللاعب السفري وليعلن الحكم عن نهاية الشوط الاول بتفوق
واضح للمغرب والنتيجة كانت هدفين مقابل هدف واحد
للإشارة فان اللاعب بنعسكر تلقي بدوره انذارا ليصل عدد الانذارات الموزعة الى أربعة
و أهم ما يمكن استنتاجه خلال هذا الشوط هو أن العناصر المغربية لعبت بدون مركب نقص وفرضت وجودها بشكل مميز عكس العناصر التونسية التي بدت مرتبكة بعض الشيء جراء الضغط النفسي حيث اكتفت فقط بالمرتدات عوض امتلاك الكرة وخلق فرص واضحة للتسجيل
رتابة مستفزة وسكون لايطمئن احسن الفريق الوطني اتمام الجولة الاولى بإضافة المتألق مروان الشماخ لهدفه الشخصي بنفس الهدوء والجمال بعد أن
بث نقصا مهولا في ثقة الفريق التونسي في مؤهلاته وهو ما جعله يرتكب أخطاء جراء تسرع لاعبيه امام المساحات
القليلة التي كانت تتاح من قبل المجموعة البشرية المغربية التي كانت منضبطة تكتيكيا خصوصا على مستوى تقارب
الخطوط مما افقد الثنائي الهجومي الخطير " دوسانطوس والجزيري " فاعليتهما المعهودة وهو نفس الوضع الذي استمر
مع استئناف اللعب في الجولة الثانية بعد العودة من مستودعات الملابس وقد ظهر بالملموس أن المدرب الفرنسي
روجي لومير قد وجد صعوبة بالغة في الوقوف عند اخطاء ومفاتيح افراغ لعب النخبة الوطنية من محتواه وهو ما ترجم من خلال إستمرار التقدم النسبي الميداني لعناصر الفريق الوطني الذي آمن حظوظه في إمكانية الذهاب الى مونديال ألمانيا واستمر البحث عن تأمين التأهيل خصوصا بعد أن توالى ضغط الوقت الذي رفع درجة رغبة اصحاب الارض في العودة
في النتيجة خمس دقائق بعد تبادل هجمات محتشمة اجرى الفريق التونسي أولى التغييرات بنزول علاء الدين يحى ثم تسع دقائق بعد ذلك تذكر المدرب روجي لومير أن لديه جوهر المناري في وقت كانت اول عملية تغييرية مغربية ذات طابع اضطراري
بعد الاصابة التي تعرض لها يوسف السفري وكانت المفاجأة دخول مراد احديود كبديل كان بعيدا عن الاضافة المنتظرة
في توقيت حرج من زمن المباراة الضريبة الاطوار التي لم تحتكم لأي منطق منذ الوهلة الاولى هدية مجانية تمنح التأهيل لتونس المنتخب التونسي ورغم توالي الدقائق لم يظهر في أي وقت انه يبحث عن رد الفعل الذي يبلغه للهدف الذي ينشده رفقة
جماهيره الغفيرة التي ظلت لوقت طويل تضع ايديها على قلوبها وهي ترى الحلم يبتعد بعد أن قدم التونسيون أسوأ مباراة
لهم منذ عقود خصوصا على مستوى الخط الدفاعي الذي كان ضعيفا للغاية الى درجة التهلهل الذي عبر عنه الثنائي
راضي الجعايدي وكريم حقي لكن رد الفعل المغربي تأخر بشكل مستفز ، اذ في وقت كان اللاعب يوسف حجي " خارج التغطية " نجد المدرب يتأخر في التغيير ويحرم الفريق الوطني من أدوات ضخ دماء جديدة على مستوى الخط
الامامي الذي كان في حاجة الى أن يتعزز بعناصر صنع الاضافة من امثال علي بوصابون وجواد الزاييري بالمقابل لم ييأس الفريق التونسي المتواضع وقام مدربه بإخراج المهاجم البرازيلي سيلفادوسانطوس وتعويضه بالمهاجم
الشاب هيكل قمامدية في حدود الدقيقة 67 دقيقتين بعد ذلك وإثر هدية مستفزة من الحارس نادر لمياغري والمدافع
طلال القرقوري الذي ادخل كرة الظهير الشاذلي في المرمى مانحا تونس هدفا لم تكن تنتظره في هذا التوقيت بالذات
إذ في مرمى تضم حارسا وثلاثة مدافعا يسجل التونسيون من كرة عرضية بعيدة المنال لكنها حكمت على أسود الاطلس بتوديع سباق الترشح للمونديال الالماني
في وقت كانت مجريات المباراة تفيد بأن المغاربة قادرون على صنع فوز كبير وإنتزاع تأهيل مستحق ولو بعد تسجيل
أخطاء قاتلة في المحطات السابقة لهذا المشوار التأهيلي بعد تسجيل الهدف الهدية للفريق التونسي استفاق المدرب لضرورة إحداث تغييرات جذرية في وسط الميدان والخط
الامامي لكن التوقيت والاختيارات لم تكن موفقة ، فالمدرب لم يجد سوى البوخاري لكي يخرجه في الدقيقة 71 ويعوضه
بموحا اليعقوبي لكي تأتي لحظة التحول الثانية بتلقي عزيز بنعكسر للانذار الثاني واضطراره لمغادرة الملعب يعد أن بحث الحكم المصري عصام عبد الفتاح عن طرد لاعب مغربي سريعا ولعل حادث اشهار الورقة الحمراء ثم ارجاعها في حق طلال القرقوري لخير دليل على ما نقول وكما كان الشأن لحظة الاعلان عن ضربة الجزاء الهدية لكي يشتد الخناق على
المجموعة المغربية التي برز فيها بشكل ملفت الظهير بدر القادوري الذي كان احسن عنصر في المباراة ككل الى جانب
الهداف مروان الشماخ الذي رغم بقاءه وحيدا في الخط الامامي إلا أن ذلك لم يمنعه من إستمرار تزويد من يصعد من
اللاعبين بتمريرات ذهبية لم يحسن يوسف حجي في ترجمة ابرزها الى هدف الفوز في حدود الدقيقة 83 بعد أن اضاع
الكرة ببشاعة أمام مرمى شبه فارغة " هذه المحاولة كانت هي الوحيدة التي اظهرت حجي للواجهة ومع ذلك انتظر المدرب حتى
"C’est l’histoire d’un homme qui tombe d’un immeuble de cinquante étages. Le mec, au fur et à mesure de sa chute, il se répète sans cesse pour se rassurer : jusqu’ici tout va bien, jusqu’ici tout va bien, jusqu’ici tout va bien.
Mais l'important n’est pas la chute, c’est l’atterrissage."
Hubert Koundé, La Haine (1995), écrit par Mathieu Kassovitz